الرئيسية
من طرف فتح عينيه أول مرة للنور .... داعبته أشعة الشمس بسهامها الذهبية ... فابتسم للحياة ... نشر جناحيه بخوف وفرح وحلق عالياً في السماء الصافية .... تعلم الطيران سريعاً وراح يطير بسعادة ... كان سحر الشمس كافياً لكي ينسيه خوفه وضعفه وصغر سنه ... وظل يحلق ويحلق حتى رأى شيئاً يلمع في يد فارس مغوار ... أسرع إليه بفرح ... واستمر عصفورنا الصغير يطير ويحوم حوله بكل طمأنينة ... وفجأة لمح شيئاً ينطلق منه إنه يتقدم باتجاهه ... وشعر بالسعادة ... إنه يشبه خيوط الشمس الذهبية ... واستمر هذا الشيء بالاقتراب ... وبدأ العصفور يرقص فرحاً بقدومه وينتظره بفارغ الصبر ... وفتح ذراعيه برحابة صدر ... وما ان لامسه حتى شعر بشيء حاد راح يخترقه شيئاً فشيئاً وبدأ يشعر بألم شديد يسري في جسده .... أراد أن يصرخ ... أن يتأوه .. أن يستنجد ... فلم يستطع ... وسقط العصفور على الأرض وحيداًً متألماً , وأدرك أخيراً ما أصابه وراح يبكي بألم وحرقة . ازداد ألمه فأغمض عينيه وراح يسبح بين الذهول والاستسلام , وداعبته خصلات النسيم ... ففتح عينيه من جديد ونظر إلى السماء..... وراعه جمالها ورحابة صدرها ... أراد أن يعانق الغيوم من جديد ... لكنه لم يستطع ... وسمع تغريد أصدقائه واخوته ... أراد أن يحلق معهم أن يسبقهم لكنه شعر بأنه غريب عنهم .... وللحظة واحدة شعر برغبة في العودة ... لكن رغبته تلاشت عندما تذكر ذلك اللمعان الكاذب فقرر الاستسلام . وشيئاً فشيئاً بدأ الألم يتلاشى ..... وابتسم العصفور ابتسامته الصفراء الأخيرة وفرش جناحيه بسلام , وأغمض عينيه ....هكذا عثرت على هذا العصفور ملقى على عتبة الزمن ولم ينبت ريش على جسده الذي لم يبلغ اليوم الثالث من عمره .هذه ليست حكاية العصفور ... وإنما هي قصة كل طيب يقع ضحية للغدر .. وفريسة للخيانة .. لتصطدم كل أحلامه ومبادئه بالأرض مع أول هبة ريح شريرة يتعرض لها في حياته..
» اسمع بقي مجدي القاسم
» كفايه كده سميره سعيد
» ليه بفكر تامر عاشور
» حكاية وقت هيثم شاكر
» دلوقتي أحسن أنغام
» لحظه - جنات
» ايام وبنعيشها عمرو دياب
» كان وهم أصاله