الصدق عنوان المروءة ووسام السعادة
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وءاله
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي جعل الصدق سفينة النجاة، يسافر على متنها المتقون الهداة، جاعلين منه السلام الذي به يواجهون الطغاة، والدرع الواقي من أهواء النفوس وطغيان الشياطين العتاة، نشكره تعالى ونحمده ونستعينه ونستغفره، ونشهد أنه الله الذي أمر عباده بكل فعل حميد وقول سديد، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي جاء بالصدق فاهتدى به المصطفون من الأحرار والعبيد، صلى الله وسلم عليه وعلى ءاله وصحابته الذين قهروا بسلاح الصدق كل جبار عنيد.
عباد الله، نتطرق اليوم إلى صفة من صفات المؤمنين، وبها يتميز بين المنافقين، ألا وهي الصدق، الذي جعله الله فريق التقوى فقال:
" يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"، جعل الله الصدق من علامة الإيمان، وضده الكذب من علامة النفاق، والصدق من الأسباب التي تجعل الإنسان يسعد في دنياه وأخراه لما يجنيه من الصدق من عواقب محمودة ونتائج سارة إذ الصدق عنوان الإنسان الكامل عنوان المؤمن المتقي، عنوان العقل الرزين، عنوان القلب السليم، عنوان الرجولة والشجاعة، عنوان الكرامة والإستقامة، وعلى الصدق يبنى الإيمان وعلى أساسه يرتكز الإسلام.
أتينا بهذا الموضوع المهم لما رأينا من استهانة بعض الناس بفضيلة الصدق ومزيته العظمى، فأصبحوا لا قيمة لكلمتهم ولا لوعودهم وعهودهم كالعملة المزيفة لا قيمة لها في الأسواق المالية، أو كشيك بدون رصيد لا ينفع صاحبه بل يرجع عليه بالوبال والخزي والعار والذل والهوان، فكم من ءاية في كتاب الله حضت المؤمنين على الصدق ونوهت بالصادقين ونهت عن الكذب ولعنت الكاذبين، وكم من حديث نبوي شريف أظهر وبين مزية الصدق والعاقبة المثلى للصادقين ومغبة الكذب وسدى العاقبة للكاذبين.
فلنأت ببعض الأمثلة من ذالك في كتاب الله تعالى وُصفت الرسل الكرام وهم صفوة البشر بالصدق في معرض المدح والثناء حيث قال تعالى في حق الخليل إبراهيم عليه السلام:" واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيئا"، وفي حق إبنه إسماعيل عليه السلام:" إنه كان صادق الوعد"، وفي حق إدريس كذالك، وفي حق الخاتم الأكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:" والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون"، وفي حق الصحابة الكرام عموما:" رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، وأنتم ترون أنه لو كان هناك وصف أعظم من الصدق لوصفت به الرسل والأنبياء والصفوة الكرام في معرض التسوية بهم في محكم كتاب الله العزيز.
وبين الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم طريق الجنة بأنه هو الصدق، فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا"، وروى ابن حبان عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة"، ولا داعي لإطالة الوقت في سرد الدلائل الكثيرة التي أتى بها القرءان وحديث النبي المختار، فاللبيب يفهم بالإشارة، والمؤمن يُحَتِّمُ عليه إيمانه ملازمة الصدق والتحلي به قلبا ولسانا وجوارح، فالصدق متعدد المنابع فهناك صدق اللسان وهو الشائع المعروف عند الناس، وقد أمر الله به تعالى صراحة فقال:" يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا" النتيجة: يصلح لكم أعمالكم" الآية.
ولم تجز الشريعة قول ما لا حقيقة له إلا في ثلاثة مواضع: في الإصلاح بين اثنين، أو في إرضاء الزوجتين، أو في مصالح الحرب حينما يحارب المسلمون الأعداء الكافرين، لأن الحرب خدعة.
فالصدق هنا يتحول إلى النية فلا يراعى إلا صدق النية وإرادة الخير وفق المصلحة المشروعة.
ثانيا: صدق النية وهو المسمى بالإخلاص في العبادة، أما الإحسان فهو أن تعبد الله كأنك تراه.
ثالثا: صدق الأعمال بحيث يقوم العبد بكل أعماله التعبدية وفق الأحكام الشرعية بعزيمة وإرادة، وبأعماله الدنيوية بإتقان وتفان في الدقة.
وطريق النجاح والفلاح والخلاص قول الصدق والعمل بالصدق والإلتزام بالصدق في كل الأحوال، ورحم الله من قال: لا يكذب المرء إلا من مهانته أو فعلة السوء أو من قلة الأدب.
فلمن أراد التحلي بأبهى حلي وأعظم زينة وأشرف وسام لتكون منزلته رفيعة وكلمته مسموعة، وعاقبته محمودة فعليه بالصدق، فإنه وسام الشرف في الدنيا والآخرة، فعن عبد الله بن عمرو قال أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما عمل الجنة؟ قال: الصدق، إذا صدق العبد بر وإذا بر ءامن، وإذا ءامن دخل الجنة".
وروى الإمام أحمد عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" اضمنوا لي ستا أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، وفقنا الله جميعا للإمتثال، وبلغنا سويا من نعيمه المقيم ورضوانه العظيم غاية الآمال، والحمد لله في الغدو والآصال.
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي جعل الصدق سفينة النجاة، يسافر على متنها المتقون الهداة، جاعلين منه السلام الذي به يواجهون الطغاة، والدرع الواقي من أهواء النفوس وطغيان الشياطين العتاة، نشكره تعالى ونحمده ونستعينه ونستغفره، ونشهد أنه الله الذي أمر عباده بكل فعل حميد وقول سديد، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي جاء بالصدق فاهتدى به المصطفون من الأحرار والعبيد، صلى الله وسلم عليه وعلى ءاله وصحابته الذين قهروا بسلاح الصدق كل جبار عنيد.
عباد الله، نتطرق اليوم إلى صفة من صفات المؤمنين، وبها يتميز بين المنافقين، ألا وهي الصدق، الذي جعله الله فريق التقوى فقال:
" يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"، جعل الله الصدق من علامة الإيمان، وضده الكذب من علامة النفاق، والصدق من الأسباب التي تجعل الإنسان يسعد في دنياه وأخراه لما يجنيه من الصدق من عواقب محمودة ونتائج سارة إذ الصدق عنوان الإنسان الكامل عنوان المؤمن المتقي، عنوان العقل الرزين، عنوان القلب السليم، عنوان الرجولة والشجاعة، عنوان الكرامة والإستقامة، وعلى الصدق يبنى الإيمان وعلى أساسه يرتكز الإسلام.
أتينا بهذا الموضوع المهم لما رأينا من استهانة بعض الناس بفضيلة الصدق ومزيته العظمى، فأصبحوا لا قيمة لكلمتهم ولا لوعودهم وعهودهم كالعملة المزيفة لا قيمة لها في الأسواق المالية، أو كشيك بدون رصيد لا ينفع صاحبه بل يرجع عليه بالوبال والخزي والعار والذل والهوان، فكم من ءاية في كتاب الله حضت المؤمنين على الصدق ونوهت بالصادقين ونهت عن الكذب ولعنت الكاذبين، وكم من حديث نبوي شريف أظهر وبين مزية الصدق والعاقبة المثلى للصادقين ومغبة الكذب وسدى العاقبة للكاذبين.
فلنأت ببعض الأمثلة من ذالك في كتاب الله تعالى وُصفت الرسل الكرام وهم صفوة البشر بالصدق في معرض المدح والثناء حيث قال تعالى في حق الخليل إبراهيم عليه السلام:" واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيئا"، وفي حق إبنه إسماعيل عليه السلام:" إنه كان صادق الوعد"، وفي حق إدريس كذالك، وفي حق الخاتم الأكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:" والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون"، وفي حق الصحابة الكرام عموما:" رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، وأنتم ترون أنه لو كان هناك وصف أعظم من الصدق لوصفت به الرسل والأنبياء والصفوة الكرام في معرض التسوية بهم في محكم كتاب الله العزيز.
وبين الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم طريق الجنة بأنه هو الصدق، فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا"، وروى ابن حبان عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة"، ولا داعي لإطالة الوقت في سرد الدلائل الكثيرة التي أتى بها القرءان وحديث النبي المختار، فاللبيب يفهم بالإشارة، والمؤمن يُحَتِّمُ عليه إيمانه ملازمة الصدق والتحلي به قلبا ولسانا وجوارح، فالصدق متعدد المنابع فهناك صدق اللسان وهو الشائع المعروف عند الناس، وقد أمر الله به تعالى صراحة فقال:" يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا" النتيجة: يصلح لكم أعمالكم" الآية.
ولم تجز الشريعة قول ما لا حقيقة له إلا في ثلاثة مواضع: في الإصلاح بين اثنين، أو في إرضاء الزوجتين، أو في مصالح الحرب حينما يحارب المسلمون الأعداء الكافرين، لأن الحرب خدعة.
فالصدق هنا يتحول إلى النية فلا يراعى إلا صدق النية وإرادة الخير وفق المصلحة المشروعة.
ثانيا: صدق النية وهو المسمى بالإخلاص في العبادة، أما الإحسان فهو أن تعبد الله كأنك تراه.
ثالثا: صدق الأعمال بحيث يقوم العبد بكل أعماله التعبدية وفق الأحكام الشرعية بعزيمة وإرادة، وبأعماله الدنيوية بإتقان وتفان في الدقة.
وطريق النجاح والفلاح والخلاص قول الصدق والعمل بالصدق والإلتزام بالصدق في كل الأحوال، ورحم الله من قال: لا يكذب المرء إلا من مهانته أو فعلة السوء أو من قلة الأدب.
فلمن أراد التحلي بأبهى حلي وأعظم زينة وأشرف وسام لتكون منزلته رفيعة وكلمته مسموعة، وعاقبته محمودة فعليه بالصدق، فإنه وسام الشرف في الدنيا والآخرة، فعن عبد الله بن عمرو قال أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما عمل الجنة؟ قال: الصدق، إذا صدق العبد بر وإذا بر ءامن، وإذا ءامن دخل الجنة".
وروى الإمام أحمد عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" اضمنوا لي ستا أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، وفقنا الله جميعا للإمتثال، وبلغنا سويا من نعيمه المقيم ورضوانه العظيم غاية الآمال، والحمد لله في الغدو والآصال.
الخميس أغسطس 07, 2014 10:32 pm من طرف ViRuS
» اسمع بقي مجدي القاسم
الخميس أغسطس 07, 2014 10:31 pm من طرف ViRuS
» كفايه كده سميره سعيد
الخميس أغسطس 07, 2014 10:28 pm من طرف ViRuS
» ليه بفكر تامر عاشور
الخميس أغسطس 07, 2014 10:25 pm من طرف ViRuS
» حكاية وقت هيثم شاكر
الخميس أغسطس 07, 2014 10:22 pm من طرف ViRuS
» دلوقتي أحسن أنغام
الخميس أغسطس 07, 2014 10:20 pm من طرف ViRuS
» لحظه - جنات
الخميس أغسطس 07, 2014 10:16 pm من طرف ViRuS
» ايام وبنعيشها عمرو دياب
الخميس أغسطس 07, 2014 10:13 pm من طرف ViRuS
» كان وهم أصاله
الخميس أغسطس 07, 2014 10:11 pm من طرف ViRuS