ليلة عرفة : الليلة التاسعة من ليالي ذي الحجة ..............
ليلة مباركة وهي ليلة مناجاة قاضي الحاجات، والتّوبة فيها مقبولة، والدّعاء فيها مستجاب، وللعامل فيها بطاعة الله أجر سبعين ومائة سنة، وفيها عدّة أعمال :
الاوّل : أن يدعو بهذا الدّعاء الذي روى انّ من دعا به في ليلة عرفة أو ليالي الجُمع غفر الله له :
اَللّـهُمَّ يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى، وَمَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى، وَعالِمَ كُلِّ خَفِيَّة، وَمُنْتَهى كُلِّ حاجَة، يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ عَلَى الْعِبادِ، يا كَريمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا جَوادُ يا مَنْ لا يُواري مِنْهُ لَيْلٌ داج، وَلا بَحْرٌ عَجّاجٌ، وَلا سَمآءٌ ذاتُ اَبْراج، وَلا ظُلَمٌ ذاتُ ارْتِتاج، يا مَنِ الظُّلْمَةُ عِنْدَهُ ضِيآءٌ، اَسْاَلُكَ بِنوُرِ وَجْهِكَ الْكَريمِ الَّذى تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكَّاً وَخَرَّ موُسى صَعِقاً، وَبِاِسْمِكَ الَّذى رَفَعْتَ بِهِ السَّماواتِ بِلا عَمَد، وَسَطَحْتَ بِهِ الاَْرْضَ عَلى وَجْهِ ماء جَمَد، وَبِاِسْمِكَ الَْمخْزوُنِ الْمَكْنوُنِ " مفاتيح الجنان ".
الثّاني : أن يسبّح ألف مرّة بالتّسبيحات العشر الّتي رواها السّيد وستأتي في أعمال يوم عرفة .
الثّالث : أن يقرأ الدّعاء اَللّـهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَيَّأَ المسنون قراءته في يوم عرفة وليلة الجمعة ونهارها، وقد مرّ في خلال أعمال ليلة الجمعة.
الرّابع : أن يزور الحسين (عليه السلام) وأرض كربلاء ويقيم بها حتّى يعيّد، ليقيه الله شرّ سنته.
اليوم التّاسع
هو يوم عرفة وهو عيد من الاعياد العظيمة وإن لم يسمّ عيداً، وهو يوم دعا الله عباده فيه الى طاعته وعبادته وبسط لهم موائد احسانه وجوده، والشّيطان فيه ذليل حقير طريد غضبان أكثر من أيّ وقت سواه ، وروي انّ الامام زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه سمع في يوم عرفة سائلاً يسأل النّاس فقال له : ويلك أتسأل غير الله في هذا اليوم وهو يوم يرجى فيه للاجنّة في الارحام أن تعمّها فضل الله تعالى فتسعد، ولهذا اليوم عدّة أعمال :
الاوّل : الغُسل .
الثّاني : زيارة الحسين صلوات الله عليه، فانّها تعدل ألف حجّة وألف عمرة وألف جهاد بل تفوقها، والاحاديث في كثرة فضل زيارته (عليه السلام) في هذا اليوم متواترة، ومن وفّق فيه لزيارته (عليه السلام) والحضور تحت قبّته المقدّسة فهو لا يقلّ أجراً عمّن حضَرَ عَرفات ، بل يفوقه وستأتي صفة زيارته (عليه السلام) في هذا اليوم في باب الزّيارات ان شاء الله تعالى .
الثّالث : أن يصلّي بعد فريضة العصر قبل أن يبدأ في دعوات عرفة ركعتين تحت السّماء ويقرّ لله تعالى بذنوبه ليفوز بثواب عرفات ويغفر ذنُوبه ثمّ يشرع في أعمال عرفة ودعواته المأثورة عن الحجج الطّاهرة صلوات الله عليهم، وهي اكثر من أن تذكر في هذه الوجيزة ونحن نقتصر منها بما يسعه الكتاب .
قال الكفعمي في المصباح : يستحبّ صوم يوم عرفة لمن لا يضعف عن الدّعاء والاغتسال قبل الزّوال وزيارة الحُسين صلوات الله عليه فيه وفي ليلته، فاذا زالت الشّمس فأبرز تحت السّماء وصلّ الظّهرين تحسن ركوعهما وسجودهما، فاذا فرغت فصلّ ركعتين في الاولى بعد الحمد التّوحيد وفي الثّانية بعد الحمد سورة قُلْ يا أيُّها الْكافِرُونَ ثمّ صلّ أربعاً اخرى في كلّ ركعة الحمد والتّوحيد خمسون مرّة .
أقول : هذه الصّلاة هي صلاة أمير المؤمنين (عليه السلام) التي مضت في أعمال يوم الجُمعة ، ثمّ قل: ما ذكره ابن طاووس في كتاب الاقبال مرويّاً عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو :
سُبْحانَ الَّذى فِى السَّمآءِ عَرْشُهُ، سُبْحانَ الَّذى فِى الاَْرْضِ حُكْمُهُ، سُبْحانَ الَّذى فِى الْقُبوُرِ قَضآؤُهُ، سُبْحانَ الَّذى فِى الْبَحْرِ سَبيلُهُ، سُبْحانَ الَّذى فِى النّارِ سُلْطانُهُ، سُبْحانَ الَّذى فِى الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، سُبْحانَ الَّذى فِى الْقِيامَةِ عَدْلُهُ، سُبْحانَ الَّذى رَفَعَ السَّمآءِ، سُبْحانَ الَّذى بَسَطَ الاَرْضَ، سُبْحانَ الَّذى لا مَلْجَاَ وَلا مَنْجا مِنْهُ اِلاّ اِلَيْهِ . ثّم قل : سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ مائة مرّة ، واقرأ التّوحيد مائة مرّة وآية الكرسي مائة مرّة وصلّ على محمد وآله مائة مرّة وقل : لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيى وَيُميتُ وَيُميتُ وَيُحْيى وَهُوَ حَىٌّ لا يَموُتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ (عشراً) اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذى لا اِلـهَ اِلاّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ وَاَتوُبُ اِلَيْهِ (عشراً) يا اَللهُ (عشراً) يا رَحْمنُ (عشراً) يا رَحيمُ (عشراً) يا بَديعُ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ يا ذَا الْجَلالِ وَالاِكْرامِ (عشراً) يا حَىُّ يا قَيُّومُ (عشراً) يا حَنّانُ يا مَنّانُ (عشراً) يا لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ (عشراً) آمينَ (عشراً) ثمّ قل : اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْاَلُكَ يا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ اِلَىَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، يا مَنْ يَحوُلُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، يا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الاَْعْلى وَبِالاُْفُقِ الْمُبينِ، يا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ، اَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد . وسل حاجتك تُقضى ان شاء الله تعالى .
ثمّ ادع بهذه الصّلوات التي روى عن الّصادق (عليه السلام) : انّ من أراد أن يسرّ محمّداً وآل محمّد (عليهم السلام) فليقل في صلاته عليهم :
اَللّـهُمَّ يا اَجْوَدَ مَنْ اَعْطى، وَيا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَيا اَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِى الاَْوَّلينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِى الاْخِرينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِى الْمَلاَءِ الاَْعْلى، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِى الْمُرْسَلينَ، اَللّـهُمَّ اَعْطِ مُحَمَّداً وَآلَهِ الْوَسيلَةَ وَالْفَضيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالرَّفْعَةَ وَالدَّرَجَةَ الْكَبيرَةَ، اَللّـهُمَّ اِنّى آمَنْتُ بِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلَمْ اَرَهُ فَلا تَحْرِمْنى فِى الْقِيامَةِ رُؤْيَتَهُ، وَارْزُقْنى صُحْبَتَهُ وَتَوَفَّنى عَلى مِلَّتِهِ، وَاسْقِنى مِنْ حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِيّاً سآئِغاً هَنيئاً لا اَظْمَأُ بَعْدَهُ اَبَداً اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ، اَللّـهُمَّ اِنّى آمَنْتُ بِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلَمْ اَرَهُ فَعَرَِّفْنى فِى الْجِنانِ وَجْهَهُ، اَللّـهُمَّ بَلِّغْ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنّى تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً .
ثمّ ادعُ بدعاء اُمّ داوُد وقد مرّ ذكره في أعمال رجب ثمّ سبّح بهذا التّسبيح وثوابه لا يحصى كثرة تركناه اختصاراً وهو :
سُبْحانَ اللهَ قَبْلَ كُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ بَعْدَ كُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهَ مَعَ كُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهَ يَبْقى رَبُّنا ويَفْنى كُلُّ وأحَد، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبيحاً يَفْضُلُ تَسْبيحَ الْمُسَبِّحينَ فَضْلاً كَثيراً قَبْلَ كُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبيحاً يَفْضُلُ تَسْبيحَ الْمُسَبِّحينَ فَضْلاً كَثيراً بَعْدَ كُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبيحاً يَفْضُلُ تَسْبيحَ الْمُسَبِّحينَ فَضْلاً كَثيراً مَعَ كُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبيحاً يَفْضُلُ تَسْبيحَ الْمُسَبِّحينَ فَضْلاً كَثيراً لِرَبِّنَا الْباقى وَيَفْنى كُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبيحاً لا يُحْصى وَلا يُدْرى وَلا يُنْسى وَلا يَبْلى وَلا يَفْنى وَلَيْسَ لَهُ مُنْتَهى، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبيحاً يَدوُمُ بِدَوامِهِ وَيَبْقى بِبَقآئِهِ فى سِنِى الْعالَمينَ وَشُهوُرِ الدُّهوُرِ وَاَيّامِ الدُّنْيا وَساعاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَسُبْحانَ اللهِ اَبَدَ الاَْبَدِ وَمَعَ الاَْبَدِ مِمّا لا يُحْصيهِ الْعَدَدُ وَلا يُفْنيهِ الاَْمَدُ وَلا يَقْطَعُهُ الاَْبَدُ، وَتَبارَكَ اللهُ اَحْسَنُ الْخالِقينَ . ثمّ قل : وَالْحَمْدُ للهِ قَبْلَ كُلِّ اَحَد وَالْحَمْدُ للهِ بَعْدَ كُلِّ اَحَد .
الى آخر ما مرّ في التّسبيح غير انّك تقول عوض (سُبْحانَ اللهَ) (الْحَمْدُ للهِ)، فاذا انتهيت الى اَحْسَنُ الْخالِقينَ تعود فتقول : لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ قَبْلَ كُلِّ اَحَد الى آخره تستبدل بـ (سُبْحانَ اللهَ) كلمة (لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ) ثمّ تقول : وَاللهُ اَكْبَرُ قَبْلَ كُلِّ اَحَد الى آخره تستبدل بـ (سُبْحانَ اللهَ) (اللهُ اَكْبَرُ) ثمّ تدعو بالدّعاء اَللّـهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَيَّأَ وقد مرّ في أعمال ليلة الجمعة ثمّ ادع بما ذكره الشّيخ .
وادعُ ايضاً في هذا اليوم وأنت خاشِع بالدّعاء السّابع والاربعين من الصّحيفة الكاملة وهو يحتوي على جميع مطالب الدّنيا والاخرة صلوات الله على منشئها، ومن دعوات هذا اليوم المشهورات دعاء سيّد الشّهداء (عليه السلام) .
روى بشر وبشير ابنا غالب الاسدي قالا : كنّا مع الحسين بن علي (عليهما السلام) عشيّة عرفة، فخرج (عليه السلام) من فُسطاطه متذلّلاً خاشاً فجعل يمشي هوناً هوناً حتّى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت، ثمّ رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين، ثمّ قال :
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذى لَيْسَ لِقَضآئِهِ دافِعٌ، وَلا لِعَطائِهِ مانِعٌ، وَلا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِع، وَهُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ، فَطَرَ اَجْناسَ الْبَدائِعِ، واَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنائِعَ، لا تَخْفى عَلَيْهِ ......... " مفاتيح الجنان "
ثم
اِلهى اَنَا الْفَقيرُ فى غِناىَ فَكَيْفَ لا اَكُونُ فَقيراً فى فَقْرى، اِلهى اَنَا الْجاهِلُ فى عِلْمى فَكَيْفَ لا اَكُونُ..... " مفاتيح الجنان "
قال السّيد ابن طاووس في خلال أدعية يوم عرفة : اذا دنا غروب الشّمس فقُل : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَسُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ الدّعاء ، وهذا هو دعاء العشرات السّالف فجدير أن لا يترك في آخر نهار عرفة قراءة دعاء العشرات المسنون في كلّ صباح ومساء، وهذه الاذكار التي أوردها الكفعمي هي الاذكار الواردة في آخر دعاء العشرات كما أورده السّيد (رحمه الله) .
ليلة مباركة وهي ليلة مناجاة قاضي الحاجات، والتّوبة فيها مقبولة، والدّعاء فيها مستجاب، وللعامل فيها بطاعة الله أجر سبعين ومائة سنة، وفيها عدّة أعمال :
الاوّل : أن يدعو بهذا الدّعاء الذي روى انّ من دعا به في ليلة عرفة أو ليالي الجُمع غفر الله له :
اَللّـهُمَّ يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى، وَمَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى، وَعالِمَ كُلِّ خَفِيَّة، وَمُنْتَهى كُلِّ حاجَة، يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ عَلَى الْعِبادِ، يا كَريمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا جَوادُ يا مَنْ لا يُواري مِنْهُ لَيْلٌ داج، وَلا بَحْرٌ عَجّاجٌ، وَلا سَمآءٌ ذاتُ اَبْراج، وَلا ظُلَمٌ ذاتُ ارْتِتاج، يا مَنِ الظُّلْمَةُ عِنْدَهُ ضِيآءٌ، اَسْاَلُكَ بِنوُرِ وَجْهِكَ الْكَريمِ الَّذى تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكَّاً وَخَرَّ موُسى صَعِقاً، وَبِاِسْمِكَ الَّذى رَفَعْتَ بِهِ السَّماواتِ بِلا عَمَد، وَسَطَحْتَ بِهِ الاَْرْضَ عَلى وَجْهِ ماء جَمَد، وَبِاِسْمِكَ الَْمخْزوُنِ الْمَكْنوُنِ " مفاتيح الجنان ".
الثّاني : أن يسبّح ألف مرّة بالتّسبيحات العشر الّتي رواها السّيد وستأتي في أعمال يوم عرفة .
الثّالث : أن يقرأ الدّعاء اَللّـهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَيَّأَ المسنون قراءته في يوم عرفة وليلة الجمعة ونهارها، وقد مرّ في خلال أعمال ليلة الجمعة.
الرّابع : أن يزور الحسين (عليه السلام) وأرض كربلاء ويقيم بها حتّى يعيّد، ليقيه الله شرّ سنته.
اليوم التّاسع
هو يوم عرفة وهو عيد من الاعياد العظيمة وإن لم يسمّ عيداً، وهو يوم دعا الله عباده فيه الى طاعته وعبادته وبسط لهم موائد احسانه وجوده، والشّيطان فيه ذليل حقير طريد غضبان أكثر من أيّ وقت سواه ، وروي انّ الامام زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه سمع في يوم عرفة سائلاً يسأل النّاس فقال له : ويلك أتسأل غير الله في هذا اليوم وهو يوم يرجى فيه للاجنّة في الارحام أن تعمّها فضل الله تعالى فتسعد، ولهذا اليوم عدّة أعمال :
الاوّل : الغُسل .
الثّاني : زيارة الحسين صلوات الله عليه، فانّها تعدل ألف حجّة وألف عمرة وألف جهاد بل تفوقها، والاحاديث في كثرة فضل زيارته (عليه السلام) في هذا اليوم متواترة، ومن وفّق فيه لزيارته (عليه السلام) والحضور تحت قبّته المقدّسة فهو لا يقلّ أجراً عمّن حضَرَ عَرفات ، بل يفوقه وستأتي صفة زيارته (عليه السلام) في هذا اليوم في باب الزّيارات ان شاء الله تعالى .
الثّالث : أن يصلّي بعد فريضة العصر قبل أن يبدأ في دعوات عرفة ركعتين تحت السّماء ويقرّ لله تعالى بذنوبه ليفوز بثواب عرفات ويغفر ذنُوبه ثمّ يشرع في أعمال عرفة ودعواته المأثورة عن الحجج الطّاهرة صلوات الله عليهم، وهي اكثر من أن تذكر في هذه الوجيزة ونحن نقتصر منها بما يسعه الكتاب .
قال الكفعمي في المصباح : يستحبّ صوم يوم عرفة لمن لا يضعف عن الدّعاء والاغتسال قبل الزّوال وزيارة الحُسين صلوات الله عليه فيه وفي ليلته، فاذا زالت الشّمس فأبرز تحت السّماء وصلّ الظّهرين تحسن ركوعهما وسجودهما، فاذا فرغت فصلّ ركعتين في الاولى بعد الحمد التّوحيد وفي الثّانية بعد الحمد سورة قُلْ يا أيُّها الْكافِرُونَ ثمّ صلّ أربعاً اخرى في كلّ ركعة الحمد والتّوحيد خمسون مرّة .
أقول : هذه الصّلاة هي صلاة أمير المؤمنين (عليه السلام) التي مضت في أعمال يوم الجُمعة ، ثمّ قل: ما ذكره ابن طاووس في كتاب الاقبال مرويّاً عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو :
سُبْحانَ الَّذى فِى السَّمآءِ عَرْشُهُ، سُبْحانَ الَّذى فِى الاَْرْضِ حُكْمُهُ، سُبْحانَ الَّذى فِى الْقُبوُرِ قَضآؤُهُ، سُبْحانَ الَّذى فِى الْبَحْرِ سَبيلُهُ، سُبْحانَ الَّذى فِى النّارِ سُلْطانُهُ، سُبْحانَ الَّذى فِى الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، سُبْحانَ الَّذى فِى الْقِيامَةِ عَدْلُهُ، سُبْحانَ الَّذى رَفَعَ السَّمآءِ، سُبْحانَ الَّذى بَسَطَ الاَرْضَ، سُبْحانَ الَّذى لا مَلْجَاَ وَلا مَنْجا مِنْهُ اِلاّ اِلَيْهِ . ثّم قل : سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ مائة مرّة ، واقرأ التّوحيد مائة مرّة وآية الكرسي مائة مرّة وصلّ على محمد وآله مائة مرّة وقل : لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيى وَيُميتُ وَيُميتُ وَيُحْيى وَهُوَ حَىٌّ لا يَموُتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ (عشراً) اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذى لا اِلـهَ اِلاّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ وَاَتوُبُ اِلَيْهِ (عشراً) يا اَللهُ (عشراً) يا رَحْمنُ (عشراً) يا رَحيمُ (عشراً) يا بَديعُ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ يا ذَا الْجَلالِ وَالاِكْرامِ (عشراً) يا حَىُّ يا قَيُّومُ (عشراً) يا حَنّانُ يا مَنّانُ (عشراً) يا لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ (عشراً) آمينَ (عشراً) ثمّ قل : اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْاَلُكَ يا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ اِلَىَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، يا مَنْ يَحوُلُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، يا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الاَْعْلى وَبِالاُْفُقِ الْمُبينِ، يا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ، اَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد . وسل حاجتك تُقضى ان شاء الله تعالى .
ثمّ ادع بهذه الصّلوات التي روى عن الّصادق (عليه السلام) : انّ من أراد أن يسرّ محمّداً وآل محمّد (عليهم السلام) فليقل في صلاته عليهم :
اَللّـهُمَّ يا اَجْوَدَ مَنْ اَعْطى، وَيا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَيا اَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِى الاَْوَّلينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِى الاْخِرينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِى الْمَلاَءِ الاَْعْلى، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فِى الْمُرْسَلينَ، اَللّـهُمَّ اَعْطِ مُحَمَّداً وَآلَهِ الْوَسيلَةَ وَالْفَضيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالرَّفْعَةَ وَالدَّرَجَةَ الْكَبيرَةَ، اَللّـهُمَّ اِنّى آمَنْتُ بِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلَمْ اَرَهُ فَلا تَحْرِمْنى فِى الْقِيامَةِ رُؤْيَتَهُ، وَارْزُقْنى صُحْبَتَهُ وَتَوَفَّنى عَلى مِلَّتِهِ، وَاسْقِنى مِنْ حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِيّاً سآئِغاً هَنيئاً لا اَظْمَأُ بَعْدَهُ اَبَداً اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ، اَللّـهُمَّ اِنّى آمَنْتُ بِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلَمْ اَرَهُ فَعَرَِّفْنى فِى الْجِنانِ وَجْهَهُ، اَللّـهُمَّ بَلِّغْ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنّى تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً .
ثمّ ادعُ بدعاء اُمّ داوُد وقد مرّ ذكره في أعمال رجب ثمّ سبّح بهذا التّسبيح وثوابه لا يحصى كثرة تركناه اختصاراً وهو :
سُبْحانَ اللهَ قَبْلَ كُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ بَعْدَ كُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهَ مَعَ كُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهَ يَبْقى رَبُّنا ويَفْنى كُلُّ وأحَد، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبيحاً يَفْضُلُ تَسْبيحَ الْمُسَبِّحينَ فَضْلاً كَثيراً قَبْلَ كُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبيحاً يَفْضُلُ تَسْبيحَ الْمُسَبِّحينَ فَضْلاً كَثيراً بَعْدَ كُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبيحاً يَفْضُلُ تَسْبيحَ الْمُسَبِّحينَ فَضْلاً كَثيراً مَعَ كُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبيحاً يَفْضُلُ تَسْبيحَ الْمُسَبِّحينَ فَضْلاً كَثيراً لِرَبِّنَا الْباقى وَيَفْنى كُلِّ اَحَد، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبيحاً لا يُحْصى وَلا يُدْرى وَلا يُنْسى وَلا يَبْلى وَلا يَفْنى وَلَيْسَ لَهُ مُنْتَهى، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبيحاً يَدوُمُ بِدَوامِهِ وَيَبْقى بِبَقآئِهِ فى سِنِى الْعالَمينَ وَشُهوُرِ الدُّهوُرِ وَاَيّامِ الدُّنْيا وَساعاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَسُبْحانَ اللهِ اَبَدَ الاَْبَدِ وَمَعَ الاَْبَدِ مِمّا لا يُحْصيهِ الْعَدَدُ وَلا يُفْنيهِ الاَْمَدُ وَلا يَقْطَعُهُ الاَْبَدُ، وَتَبارَكَ اللهُ اَحْسَنُ الْخالِقينَ . ثمّ قل : وَالْحَمْدُ للهِ قَبْلَ كُلِّ اَحَد وَالْحَمْدُ للهِ بَعْدَ كُلِّ اَحَد .
الى آخر ما مرّ في التّسبيح غير انّك تقول عوض (سُبْحانَ اللهَ) (الْحَمْدُ للهِ)، فاذا انتهيت الى اَحْسَنُ الْخالِقينَ تعود فتقول : لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ قَبْلَ كُلِّ اَحَد الى آخره تستبدل بـ (سُبْحانَ اللهَ) كلمة (لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ) ثمّ تقول : وَاللهُ اَكْبَرُ قَبْلَ كُلِّ اَحَد الى آخره تستبدل بـ (سُبْحانَ اللهَ) (اللهُ اَكْبَرُ) ثمّ تدعو بالدّعاء اَللّـهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَيَّأَ وقد مرّ في أعمال ليلة الجمعة ثمّ ادع بما ذكره الشّيخ .
وادعُ ايضاً في هذا اليوم وأنت خاشِع بالدّعاء السّابع والاربعين من الصّحيفة الكاملة وهو يحتوي على جميع مطالب الدّنيا والاخرة صلوات الله على منشئها، ومن دعوات هذا اليوم المشهورات دعاء سيّد الشّهداء (عليه السلام) .
روى بشر وبشير ابنا غالب الاسدي قالا : كنّا مع الحسين بن علي (عليهما السلام) عشيّة عرفة، فخرج (عليه السلام) من فُسطاطه متذلّلاً خاشاً فجعل يمشي هوناً هوناً حتّى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت، ثمّ رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين، ثمّ قال :
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذى لَيْسَ لِقَضآئِهِ دافِعٌ، وَلا لِعَطائِهِ مانِعٌ، وَلا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِع، وَهُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ، فَطَرَ اَجْناسَ الْبَدائِعِ، واَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنائِعَ، لا تَخْفى عَلَيْهِ ......... " مفاتيح الجنان "
ثم
اِلهى اَنَا الْفَقيرُ فى غِناىَ فَكَيْفَ لا اَكُونُ فَقيراً فى فَقْرى، اِلهى اَنَا الْجاهِلُ فى عِلْمى فَكَيْفَ لا اَكُونُ..... " مفاتيح الجنان "
قال السّيد ابن طاووس في خلال أدعية يوم عرفة : اذا دنا غروب الشّمس فقُل : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَسُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ الدّعاء ، وهذا هو دعاء العشرات السّالف فجدير أن لا يترك في آخر نهار عرفة قراءة دعاء العشرات المسنون في كلّ صباح ومساء، وهذه الاذكار التي أوردها الكفعمي هي الاذكار الواردة في آخر دعاء العشرات كما أورده السّيد (رحمه الله) .
الخميس أغسطس 07, 2014 10:32 pm من طرف ViRuS
» اسمع بقي مجدي القاسم
الخميس أغسطس 07, 2014 10:31 pm من طرف ViRuS
» كفايه كده سميره سعيد
الخميس أغسطس 07, 2014 10:28 pm من طرف ViRuS
» ليه بفكر تامر عاشور
الخميس أغسطس 07, 2014 10:25 pm من طرف ViRuS
» حكاية وقت هيثم شاكر
الخميس أغسطس 07, 2014 10:22 pm من طرف ViRuS
» دلوقتي أحسن أنغام
الخميس أغسطس 07, 2014 10:20 pm من طرف ViRuS
» لحظه - جنات
الخميس أغسطس 07, 2014 10:16 pm من طرف ViRuS
» ايام وبنعيشها عمرو دياب
الخميس أغسطس 07, 2014 10:13 pm من طرف ViRuS
» كان وهم أصاله
الخميس أغسطس 07, 2014 10:11 pm من طرف ViRuS